إن التراث الثقافي والتاريخي مهدد بالاندثار بسبب عوامل متعددة(التعرية، فعل الزمان، عدم العناية…) من جهة، وبسبب تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى. سيؤدي لا محالة اندثارها أو على الأقل تدهورها و أشار المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة، والذي عقد في عام 1972، إلى حالة التدهور السريع في هذا الموضوع و أصدر العديد من البلدان أنظمة وقوانين نصت على حماية ودراسة هذا التراث، إلا أنه و نظرا للعدد الكبير لعمليات الحفاظ، فإن حجم الاحتياجات ونقص الموارد المالية ونقص الكفاءات العلمية والفنية في عدد من البلدان حال دون التطبيق السليم لهذه القوانين .
يعد تطبيق قوانين حماية التراث مهما جدا فهو لا يقل أهمية عن تطبيق قوانين حماية البيئة، إذ أن التراث لا يعد مجرد مجموعة من الأحجار التي يعجب بها الناظر، وإنما يحتوي على المعلومات الأساسية لتفسير الماضي أولا ّ ثم فهم حاضر المجتمعات البشرية، قصد بناء مستقبلها .
للتراث أهمية كبرى إذا اعتبرنا وقعه المؤكد
في تنشيط و تدعيم التنمية الاجتماعية
إن الآثار تراث مشترك، وبفضل المحافظة عليه ودراسته ونشره، تتوصل الأمم من معرفة هويتها وأصولها. وبإمكان التراث أن يتحوّل إلى أداة للتطور الاجتماعي، إذ أن هي أساس البنية التحتية للمجتمعات المتحضرة والعادلة ويمكنها تعزيز التنمية الاقتصادية على الصعيد الإقليمي و حتى العالمي .
يتأثر التراث التاريخي بعدة عوامل، من أهمها: التدهور الطبيعي والنمو الحضري العشوائي هذا يؤثر بشكل عميق على إجراءات حفظ الآثار والمواقع الأثرية، فانعدام خطة مضبوطة للحفظ و انعدام الدراسات، يؤثر على المعالم والمواقع الأثرية حتى ولو تم التنقيب فيها وحددت نوعية حمايتها، إذ أن النتيجة الحتمية تمنعنا من فهم ومعرفة المجتمعات السالفة.
فالحكومات هي في أكثر الحالات المسؤولة بشكل أكبر عن أعمال البحث والحفظ والنشر لهذا التراث، و لضمان ديمومة هذا التراث ودراسته، فمن الضروري مشاركة الحكومات والهيئات الجماعية و المحلية، ومراكز البحث. إضافة إلى الشركات الخاصة والعامة التي يمكنها تعزيز الحفاظ على هذا التراث، مع مراعاة تطبيق القوانين، وآخذين بعين الاعتبار المنفعة المشتركة. رغم كل هذه الإجراءات يبقى المجتمع نفسه هو أفضل ضمان للحفاظ على تراثه الخاص .
يشمل التراث: معالم، منحوتات أو لوحات، نصب تذكارية، عناصر أو هياكل ذات طابع أثري، نقوش جدارية، أو مجموعة العناصر التي أضفى عليها الإنسان قيمة عالمية استثنائية من وجهة نظر التاريخ و الفن والعلم.
المجموعات: هي مجموعة المباني، المنفردة أو الجماعية، التي تأكدت قيمتها التراثية العالمية من حيث نموذج عمارتها، أو من حيث نسقية التنفيذ أو التكامل في المشهد و هي ميزة مانحة لقيمة عالمية استثنائية
المواقع: تشمل الأعمال الفنية المنفذة من قبل الإنسان أو بالتشارك مع الطبيعة، مثل المناظر الطبيعية – بما فيها المواقع الأثرية – والتي لها قيمة عالمية استئثنائية تاريخيا وجمالياً وإثنوغرافياً وأنتروبولوجيا
(من كتاب الثراث التاريخي لمدينة تلمسان )
حمودة قصراوي