الملحفة …. لباس أصيل في طريق الإندثار … رمز الأنوثة والهوية … رمز العفة والإحتشام … رمز الأصالة والمعاصرة
تعتبر الملابس من المكونات الثقافية لأي جماعة أو فئة أو شعب من الشعوب و تكتسب الملابس الوطنية في أي مكان من العالم هذه الصفة لإرتباطها بوطن معين و تصبح جزءا مهما و سيمة أساسية بل عنوانا مميزا لهذا الشعب أو ذلك ومن الطبيعي أن يعتز كل فرد بملابسه الوطنية ففيها إرتباط وعمق تاريخي و تراتي بالاصالة والحضارة و العادات والتقاليد فهذا الزي أو ذلك جزء لا يتجزء من الشخصية مهما طرأ عليه من تغير و تطور ومسايرة لآخر خطوط الموضة و الازياء أوحتى تغير في المواد و الخامات المستعملة فيه، فهناك دائما توابث لا تتغير بتغير الزمان والمكان.
ومن بين ما تفتخر به الجزائر الملحفة في الغرب الجزائري أو ما يسمى ايضا بالحايك او الكسا و الذي يتغير اسمه وشكله من منطقة لأخرى.
الملحفة هي أهم ما يميز أصالة وهوية المرأة الجزائرية , نجد أن الملحفة في الغرب الجزائري في بلاد تلمسان ونواحيها هو عبارة عن قطعة قماش أملس أبيض ومرات يميل إلى الإصفرار ويتغير في نواحي بلاد الشاوية و كذلك في بلاد القبائل من حيث الشكل واللون.
تلبس فوق الملابس الداخلية وتشدها المرأة بيدها من ناحية أو فوق الصدر بيدها اليمنى وتظهر لك العين فقط وهي التي ترى منها المرأأة طريقها بإحتشام، و ما يزيد “الملحفة” جمالا و رونقة، هو تزيين المرأة بالحلي.
وقد جاء في قاموس المعاني: ” تُطْلَقُ كَلِمَةُ الحايِكِ عَلى لِباسِ الْمَرْأَةِ بِالْمَغْرِبِ الاسلامي وَهُوَ مُكَوَّنٌ مِنْ قِطْعَةِ ثَوْبٍ تَرْتَديهِ الْمَرْأَةُ ، يَسْتُرُ رَأْسَها وَوَجْهَها وَكامِلَ جَسَدِها” و قد انتشر قديما في كل من ليبيا، تونس، الجزائر و المغرب و ظلت النسوة الجزائريات يرتدين الملحفة و لم يتخلين عنه إلى غاية الثمانينات تقريبا، و مع التغير السياسي و الاجتماعي الذي عرفته الجزائر ذلك الوقت اما في وفتنا الحالي فاصح الملحفة اللباس المستعمل عند خروج العروس من بيت اهلها . غير أنه إلى حد الساعة لازلنا نلمح عددا قليلا من النساء الجزائريات اللواتي يلبسن الملحفة ولم يتخلين عن هذا الثوب التقليدي، خاصة العجائز
من الجميل ان لا تقاوم المرأة الجزائرية التغيير وتواكب تطورات العصر ولكن الاجمل والاروع ان نحفظ لاجيال المستقبل عادات وتقاليد مناطقهم ومدنهم والبصمات التي كانت ترسم حياة ومعيشة الاجداد في الماضي الجميل.
حمودة قصراوي