10346457_943825412376101_145050929656965598_n

أحيدوس “الحيدوس”

10346457_943825412376101_145050929656965598_n

أحيدوس او كما يطلق علية الحيدوس أو الصف
هو أحد فنون الغناء الجماعي الاستعراضي للقوميات الأمازيغية منذ عصور خلت.
وهو الفن الذي ارتبط منذ بزوغه في الوسط الطبيعي والجغرافي للإنسان ظهر هذا الفن الغنائي في منطقة الأطلس الصحراوي وكان هذا الفن أول ما ظهر في شكله الدائري قوامه النساء والرجال على حد سواء وفي شكله النصف دائري، تعبيرا عن الأفراح والمسرات والفرحات الجماعية التي تواكب إحياء الإنسان لحياته الجبلية والزراعية ويعرف أحيدوس عادة بالرقصات والتعابير الجسدية الجماعية التي نجدها في بعض الأحيان حتى في المناطق التي لا تتكلم ساكنتها الأمازيغية .
و يعتبر البندير الآلة أو الأداة الموسيقية الوحيدة المستعملة في الإيقاع وترافقه الأصوات النسائية ورجالية في شكل دائري متماسك قوامه الأكتاف تارة والأيدي تارة أخرى ,تكتسي أحيدوس طابعا جماليا بالنظر إلى الحركات والأشعار المغناة و تختلف من منطقة إلى أخرى. وتؤدّى على شكل دائري أو على شكل صفين متقابلين ،وتتمثل هذه الحركات في اهتزاز خفيف للكتفين، بحيث لا تكاد تدرك حركات أقدام الراقصين. وقد تبدأ الحلقة الصغيرة تتسع بتوافد الراقصين المنضمين بعد أن كانوا من بين المتفرجين ولا تكتمل هذه اللوحة إلا بالشعر الغنائي، إذ يتولى شخص أو شخصان ممن هم لهم باع في قرض الشعر أو حفظه، وإتقان إلقائه. ويتكوّن عادة من بيتين تختلف مضامينهما حسب المناسبات، وتكون لغتهما بليغة، حافلة بالرموز والصور التي تميّز أي شعر عن الكلام العادي، ويكون ترديد البيتين بعد الإنشاد الفردي أو الثنائي موزعا بين صفي الراقصين . وهكذا يتكرر الغناء الجماعي , و يعتبر الفن مقوم من مقومات الحياة الإنسانية ، لذلك فإن الظروف العامة التي يعيشها هذا الإنسان ، تجعله يعبر بمجموعة من الحركات و الإشارات و الأقوال ، قصد تفريغ اليومي و الترفيه عن الذات ، ولما كانت طبيعة المجتمع هي الحنين للسلام و الحرية و الخروج من القهر الإجتماعي ، كان لابد للأفراد من أن يبتكروا طرقا جذابة في التعبير عن هذا الفن ، لذلك نجد كل مجتمع من مجتمعات المعمورة يزخر بكثير من الدلالات الإبداعية و الفنية التي تدخل في إطار الشعر الشعبي و الرقصات الشعبية ، ويعتبر المغرب الاسلامي بهذا الصدد بلدا يحفل بكثير من الأنماط الاحتفالية على اختلاف مكوناته و روافده المتعددة ، لذلك نجد تنوعا صارخا يجمع ما بين الأصــالة و المعاصرة ، ونجد الثقافة الأمازيغية بهذا الصدد من أغنى الثقافات ثراءا وتنوعا في الجانب الإبداعي الفني ، بحيث نجد الإنسان الأمازيغي قد ابتكر و طور كثيرا من فنونه الدلالية و الرمزية للتعبير عن نكهة الحياة ، مرها وحلوها .
و الرقص كجنس فني وكنوع متميز بخصائصه الجوهرية و الشكلية من المعالم و المؤشرات التي يمكن أن يقوم عليها تصنيف ثقافة أو مجموعة بشرية ، وتمكن من التعرف على انتمائها الجغرافي و اللغوي و الثقافي ، من ذلك على وجه المثال أنه بمجرد مشاهدة أحيدوس ، يتبادر إلى الذهن فضاء أمازيغن أو شلوح الأطلس حسب الشائع من الـــتسميات ، و الجمع في كل هذا أن الرقصة في حد ذاتها واجهة ظاهرية للثقافة المحلية التي تنتمي إليها و ترتبط الرقصات الجماعية المعروفة عادة بالرقصات ” الشعبية ” بمجموعة من العناصر المتنوعة المستمدة من الأدب و الثقافة الشفويين ، من قبيل الغناء و الشعر و المــــــوسيقى و الحركات والطقوس والعادات ، وغير ذلك مما يصدر عن الذاكرة الجماعية والتي تدخل في عداد الممارسات الجماعية العريقة في القدم و المتشعبة في عمقها بما تراكم من طقوس ثقافية واجتماعية ، وتقريبا كل الرقصات مرتبطة بطقوس الاحتفال إما عائليا ( الزفاف …) أو دينيا ( المولد النبوي …) أو وطنيا أو اجتماعيا وكذا بالأنشطة الفلاحية و القروية الفصلية وهي من تم تعبير عن الفـــــرح و التضامن و المشترك ، مما يعني أن الثقافة ممثلة في العادات و التقاليد و الأعراف تشكل خصوصية مهمة يتميز بها الفن الأمازيغي بشكل عام ، بل أن هذه الثقافة تميز كل البنيات الموجودة في أي مجتمع من المجتمعات. لذلك فإن الرقص و الغناء الأمازيغي يبقى له خصوصياته و مقوماته التي تميزه عن باقي الرقص الغنائي ، ولا غرابة حينما يقول فيه روني باصي ” ليس ثمة لدى برابرة المغرب من ترفيه يلقى أوج التفوق وأشمله وأهمه غير الرقصات الغنائية أو السهرات الغنائية ، وهي وإن كانت لها بعض الاختلافات من منطقة إلى أخرى ، تبقى ميزتها الجوهرية في تماثلها وتوحدها ” .

 

حمودة قصراوي

تعليقات فايسبوك:

تعليقات

عن hamouda kesraoui

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*